لمحة عامة
يمكن أن تكون الحماية المؤقتة أداة فعالة تسمح للدول بالاستجابة للأزمات الإنسانية والمعقدة أو للتنقلات السكانية المختلطة في الأوضاع التي تكون فيها سائر استجابات الحماية غير متاحة أو غير كافية في الأجل القصير بُغية السماح بقبول اللاجئين وتزويدهم بالحماية الفورية من الرد. ينبغي على الحماية المؤقتة أن تضمن للسكان النازحين الحصول على المعاملة الأساسية الدنيا والوصول إلى الحقوق الأساسية للسكان النازحين، ويجب أن يتم تنفيذها بطريقة مبسطة وذات كفاءة.
تُمنح الحماية المؤقتة في بعض السياقات بدون حق الرجوع، في البداية على الأقل، من أجل تحديد صفة اللاجئ، أمّا في سياقات أخرى يمكن توفير الحماية المؤقتة كخيار إضافي للجوء (انظر المدخلات بشأن تعريف اللاجئ، تعريف الشخص عديم الجنسية، ولاية المفوضية الخاصة باللاجئين، الاعتراف المبدئي بصفة اللاجئ).
تُعدّ الحماية المؤقتة ملائمة تحديداً كاستجابة طارئة في أوضاع التدفق المكثف، [1] أو في سياقات أخرى متقلبة أو انتقالية.
قد يشمل دور المفوضية الدعوة إلى توفير الحماية المؤقتة عندما يكون ذلك مناسباً، إضافةً إلى دعم إنشاء استجابة الحماية المؤقتة مثلاً من خلال توفير المشورة التقنية. تكون السُلطة المسؤولة في البلد المُضيف معنية باتّخاذ القرار المتعلق بتوفير حماية مؤقتة. وإنّ المفوضية لا تشجّع الدول على توفير الحماية المؤقتة عندما يكون من المُجدي الاعتراف باللاجئين من خلال نهج مبدئي (انظر المدخل المتعلق بالنهج المبدئي) أو من خلال إجراءات فردية (انظر المدخل المتعلق بتحديد صفة اللاجئ). وعليه، هناك ظروف معيّنة تكون فيها استجابة الحماية المؤقتة بمثابة مكمّل ملائم لنظام اللجوء. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الحماية المؤقتة ذات أهمية خاصة بالنسبة للأطراف من غير الدول في اتفاقية عام 1951/بروتوكولها لعام 1967 المتعلقين بوضع اللاجئين أو بالنسبة لصك إقليمي خاص باللاجئين، ذلك أنّها تشكّل طريقة لتوفير الحماية الفورية وبالتالي لاحترام مبدأ عدم الرد وسائر حقوق الإنسان.
[1] تدفق مكثف يتم تعريفه على أنّه "عدد كبير من الوافدين الآتين من نفس البلد أو المنطقة الجغرافية خلال فترة زمنية قصيرة والذين يصعب عملياً من الناحية الإجرائية أن يتم التحديد الفردي لصفتهم كلاجئين نظراً إلى أعدادهم الكبيرة".
الصلة بعمليات الطوارئ
تُعدّ الحماية المؤقتة ملائمة بشكلٍ خاص في الأوضاع الأربعة التالية:
(i) تدفقات واسعة النطاق لملتمسي اللجوء أو أزمات متعلقة باللاجئين أو أزمات إنسانية أخرى على سبيل المثال، يمكن أن تكون الحماية المؤقتة ملائمة تحديداً في الأعقاب المباشرة لوقوع كارثة مفاجئة عندما يكون البلد الأصلي في طور تعبئة الموارد، بما في ذلك المساعدة الدولية، من أجل الاستجابة للكارثة؛
(ii) التنقلات السكانية المعقدة أو المختلطة عبر الحدود، بما يشمل الوافدين بالقوارب وسيناريوهات الإنقاذ في البحر؛
(iii) سياقات متقلبة أو انتقالية [مثلاً في بداية أزمة ما عندما يكون السبب والطابع المحددين للتنقل غير مؤكّدين، أو في نهاية أزمة ما عندما يحتاج الدافع للمغادرة مزيداً من التقييم]؛
(vi) شروط أخرى استثنائية ومؤقتة في البلد الأصلي تستدعي توفير حماية دولية وتمنع العودة بأمان وكرامة.
في كل سيناريو من هذه السيناريوهات الأربعة، يكون التحديد الفردي لصفة اللاجئ إمّا غير قابل للتطبيق أو غير مجدٍ، أو كِليهما.
التوجيه الرئيسي
في سياق حالة طوارئ، تتمثل المسألة الرئيسية التي ينبغي تحديدها في معرفة ما إذا كانت الحماية المؤقتة تشكل آلية ذات صلة وملائمة لكي تتم الدعوة إليها في وضع معيّن. وينبغي اتباع الخطوات التالية من أجل التوصل إلى قرار مناسب:
- ناقش الأمر مع المكتب الإقليمي المعني وشعبة الحماية الدولية من أجل ضمان الاتساق الإقليمي والعالمي.
- قد تتفق الدول على تحديد أطر زمنية للحماية المؤقتة الممنوحة إذ تمتدّ عادةً لفترة ستة أشهر، على أن يتم تمديدها ما دامت الظروف مستمرة. في حالات تمديد البقاء، ينبغي أن يتم تحسين معايير المعاملة بشكلٍ تدريجي وكذلك القرارات المتخذة بشأن توقيت انتهاء الحماية المؤقتة.
الاعتبارات الإدارية الرئيسية
يجب اتّخاذ القرار المتعلق بالدعوة إلى الحماية المؤقتة بالاستناد إلى تحليل السياق التشغيلي، بما في ذلك توافر وكفاءة سائر آليات الحماية في البلد المضيف.
من الضروري إنشاء آلية رصد وتقييمات منتظمة من أجل ضمان ملاءمة الاستجابة المنفذة للأفراد في مراحل مختلفة من الطوارئ.
من المهم التأكّد من أنّ تدابير الحماية المؤقتة تشمل المعايير الدنيا للمعاملة، والتي يتعيّن تحسينها إذا تقرر تمديد البقاء.
إنّ تنفيذ الحماية المؤقتة بكفاءة يتطلب شراكات على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو على كِلا الصعيدين من أجل المشاركة المستمرة للشركاء الوطنيين.
المبادئ والمعايير الجوهرية
تعدّ الحماية المؤقتة جزءاً من الاستجابة الإنسانية ويجب أن تكون مرنة كي تتفاعل بشكلٍ سريع مع أزمة أو كارثة ما، أثناء تقديم حد أدنى من مستوى الحماية.
تساهم الحماية المؤقتة في إدارة أفضل لنظام عالمي للاستجابة للأزمات الإنسانية والتنقلات السكانية المعقدة والمختلطة عبر الحدود، حيث تركز على عملية مشتركة متعددة الأطراف وعلى مشاركة الأعباء والمسؤوليات بإنصاف.
إذا كان من الممكن الاتفاق على الحماية المؤقتة على صعيد متعدد الأطراف أو إقليمي، يمكن أيضاً للأطراف المتفقة أن تعالج مخاوف الدول وتحدّ من الدوافع وراء التنقلات الثانوية غبر المنتظمة مع تعبئة الموارد وحشد المساعدة الإنسانية وبناء تضامن عالمي وإقليمي.
إنّ الحماية المؤقتة تسمح للسكان المعنيين بقبولهم على الأراضي، بما في ذلك قبول الوافدين عند نزولهم من القوارب.
يحب أن يُسمح للمستفيدين من الحماية المؤقتة أن يبقوا في البلد المضيف وأن يتمتعوا بمجموعة معايير المعاملة الدنيا، مع الحفاظ على أي معايير أكثر تفاضلية يمكن تطبيقها.
يتم توفير الحماية المؤقتة من دون المساس بالتزامات الدول بموجب القانون الدولي، بما في ذلك تحديداً اتفاقية عام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 المتعلقين بوضع اللاجئين وكذلك سائر صكوك حقوق الإنسان والصكوك الإقليمية الخاصة باللاجئين التي وقعت تلك الدول عليها.
ينبغي عدم تقديم الحماية المؤقتة كبديل عن سائر آليات الحماية التي تشكل استجابة ملائمة للوضع القائم، أو كبديل عن خطط الحماية القائمة التي يمكن تطبيقها والتي قد تكون أكثر ملاءمة.
المخاطر
مخاطر قانونية: إنّ الحرمان من الحماية المؤقتة قد يجعل الأشخاص معوزين ومعرّضين لخطر انتهاكات حقوق الإنسان ولخطر الرد.
مخاطر ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ: تمييز غير كافٍ بين فئات الأشخاص المحتاجين للحماية على أساس إنساني؛ عدم وجود ترتيبات دائمة منسقة وذات كفاءة ومتفق عليها من شأنها أن تعرّض الوصول إلى الحماية المطلوبة للخطر؛ اختيار تطبيق الحماية الدولية يجب ألا يضعف سائر الاستجابات القائمة على المعاهدات. مخاطر متعلقة بالسمعة: المعلومات الخاطئة بشأن الغرض من ترتيبات الحماية المؤقتة ونطاقها ومدتها قد يؤدي إلى زيادة مخاطر الغش، وهذا من شأنه أن يضعف الفعالية والنزاهة في الحماية الممنوحة؛ والضرر الذي يطال مصداقية المفوضية وسمعتها.
مخاطر متعلقة بالأخطار: يجب الوثوق بالدول الأطراف في اتفاقية عام 1951 و/أو بروتوكولها لعام 1967 المتعلقين بوضع اللاجئين وفي الصكوك الإقليمية ذات الصلة لكي تتمكن هذه الدول من العمل بحسن نية وكي لا تلجأ إلى تطبيق الحماية المؤقتة في الأوضاع التي يمكن أن تنطبق فيها استجابات أخرى قائمة على الاتفاقيات.
الموارد والشراكات
الشراكات: المسؤولون الحكوميون بما في ذلك الوزارات والوكالات المعنية، والهيئات والمحافل الإقليمية ذات الصلة، والسلطات المختصة بإدارة الحدود، والمنظمات الدولية مثل المنظمة الدولية للهجرة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركاء المنفذين.
مرحلة ما بعد الطوارئ
في الأوضاع المتقلبة والانتقالية، أبقِ قيد الاستعراض الانتقال إمّا إلى الاعتراف المبدئي أو إلى إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ أو غيرها من أشكال الحماية الدولية التكميلية حسب الاقتضاء.
أهداف الحماية
التأكد من توفير الحماية الدولية للأشخاص المحتاجين إليها.
التأكد من تطبيق مجموعة المعايير الدنيا للمعاملة والبقاء بالنسبة للأشخاص والسكان المعنيين، مع الحفاظ على المعايير الأكثر تفاضلية التي يمكن أن تكون منطبقة.
ضمان أن توضع ترتيبات مناسبة موضع التنفيذ لاستقبال السكان المتضررين، بما يكفل وصولهم إلى الأراضي وتلبية احتياجاتهم الفورية وتفعيل الآليات اللازمة للتعرف على هوياتهم وتسجيلهم واستصدار وثائقهم من أجل تحديد الأشخاص ذوي أوجه ضعف معيّنة أو احتياجات محددة للحماية، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقات.
إتاحة معلومات مهمة متعلقة بوضع البلد الأصلي أثناء تطبيق الحماية المؤقتة.
جهات الاتصال الرئيسية
في شعبة الحماية الدولية (المقر الرئيسي)، يُرجى الاتصال بقسم سياسة الحماية والمشورة القانونية في شعبة الحماية الدولية (لتوضيح المبادئ)؛ قسم تحديد صفة اللجوء (لتطبيق الحماية المؤقتة كجزء من استراتيجيات المعالجة في عمليات الولاية)؛ وحدة اللجوء والهجرة (للمشورة بشأن التنفيذ في أوضاع التنقل المختلط).
في هذا القسم:
أخبِرونا بآرائكم في الموقع الجديد وساعدونا في تحسين تجربة المستخدم الخاصة بكم....
أخبِرونا بآرائكم في الموقع الجديد وساعدونا في تحسين تجربة المستخدم الخاصة بكم....