لمحة عامة
عندما يتم تنفيذ نهج مبدئي، يتم الاعتراف بصفة اللاجئ على أساس ظروف موضوعية واضحة الظهور في البلد الأصلي أو في البلد السابق للإقامة الاعتيادية (يُشار إليه في هذه الوثيقة باسم "البلد الأصلي") مثل الاضطهاد أو النزاع أو العنف المتفشي أو أحداث تشكل إخلالاً خطيراً بالنظام العام، في مقابل ظروف فردية خاصة. يتم عموماً تنفيذ النهج المبدئي في ما يُعرف بِـ "الإجراءات الجماعية" على أن يكون العنصر الفردي لمعالجة الملفات عنصراً صغيراً يتم الاضطلاع به أثناء عملية التسجيل. غالباً ما يكون هذا هو الخيار الافتراضي عندما تتم مناقشة نهج مبدئي خاصةً في حالات الطوارئ. ومع ذلك، من المحتمل أيضاً أن يتم تطبيق نهج مبدئي خلال إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ، غالباً خارج سياق الطوارئ.
غالباً ما يتم استخدام نهج مبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ في أوضاع تشمل نزوحاً سكانياً مكثفاً، حيث تكون إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ غير ممكنة من الناحية العملية أو مستحيلة أو غير ضرورية، مثلاً خلال التنقلات المكثفة حيث يكون طابع اللجوء ظاهراً لدى المجموعة وحيث تكون الحاجة مُلحة إلى توفير الحماية والمساعدة.
غالباً ما تلجأ الدول إلى استخدام نهج مبدئي لتحديد صفة اللاجئ، ولكن أيضاً يمكن أن تعمد المفوضية إلى استخدام هذا النهج. إنّ اعتماد نهج مبدئي يتطلب تقييم ما إذا كان هناك ظروف موضوعية وظاهرة بوضوح في البلد الأصلي من أجل تطبيق تعريف اللاجئ على مجموعة معينة، مثلاً على جميع الأفراد من بلد ما أو ذوي مواصفات محددة. في جميع سياقات الطوارئ تقريباً حيث يتم استخدام نهج مبدئي، تصدر البلدان إعلاناً يعرّف مواصفات النهج المبدئي الذي سيجري تطبيقه، ويتم تنفيذ الإجراءات عند التسجيل وتُمنح صفة اللاجئ بعدئذٍ مباشرة.
إنّ اللاجئين الذين يتم الاعتراف بهم على أساس مبدئي يستفيدون من صفة اللاجئ في بلد اللجوء، ويتمتعون بالحقوق المنصوص عليها في الصك ذي الصلة بنفس الشروط المنطبقة على اللاجئين الذين تم الاعتراف بهم عبر استخدام نهج مختلف غير مبدئي.
الصلة بعمليات الطوارئ
هناك حالات طوارئ كثيرة تشمل توافد مكثف للاجئين حيث تبدو طبيعة اللجوء واضحة. في هذه السياقات، يكون إجراء عملية التحديد الفردي لصفة اللاجئ غير ممكن من الناحية العملية وغير ضروري (انظر المدخل بشأن تحديد صفة اللاجئ). حيثما تتوفر الأسس التي تدعو إلى اعتبار أنّ الغالبية العظمي من هؤلاء في مجموعة ما تلبي معايير الأهلية المحددة في إحدى تعريفات اللاجئ، إنّ النهج المبدئي الذي يتم تنفيذه من خلال إجراءات جماعية أثناء التسجيل الأوّلي يسمح للاجئين بالتمتع بوضع آمن والاستفادة مباشرةً من الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات والصكوك المنطبقة. وإنّ تنفيذ نهج مبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ من شأنه أيضاً أن يمنع تراكم حالات اللجوء المعلقة أثناء الطوارئ وأن يساهم في السير الفعال للمؤسسة المعنية باللجوء.
لن يكون النهج المبدئي ملائماً لجميع أوضاع التوافد المكثف للاجئين. يجب أن تؤخذ في الحسبان مواصفات حجم القضايا، على أساس المعلومات المتاحة، إضافةً إلى العوامل الأمنية والقانونية (بما في ذلك إمكانية الاستبعاد من صفة اللاجئ) والاعتبارات التشغيلية وهناك استجابات بديلة قد تكون أكثر ملاءمة لهذه الأوضاع، مثل الانتقاء والإجراءات ذات الصلة (انظر المدخل بشأن الحماية المؤقتة والطابع المدني والإنساني للجوء)، والتحديد الفردي لصفة اللاجئ في حالات معيّنة.
التوجيه الرئيسي
الصورة العامة
يُعدّ النهج المبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ ملائماً بشكلٍ خاص لأوضاع توافد ملتمسي الحماية الدولية بشكلٍ مكثف، ما يجعل التحديد الفردي لكل طلب من الطلبات غير ممكن من الناحية العملية وغير ضروري في كثير من الحالات، لأنّ الحساب الشخصي المفصّل ليس ضرورياً من أجل تحديد ما إذا كان الشخص المنتمي إلى مجموعة ما هو لاجئ. يمكن أيضاً تطبيق نهج مبدئي فيما يتعلق بمجموعات من الأفراد في وضعيات مماثلة، والذين لا يتوافدون بشكلٍ مكثف (أو الذين هم أصلاً في بلد اللجوء)، ولكن الذين يجمعهم خطر مشترك واضح الظهور بالتعرّض للأذى، مثل العِرق أو المكان السابق للإقامة الاعتيادية أو الدين أو الجندر أو الخلفية السياسية أو العمر أو مجموعة من هذه العوامل، والتي تجعلهم عرضة للاضطهاد. يمكن الاعتراف بصفة اللاجئ على أساس مبدئي وفقاً لأي من تعريفات اللجوء المنطبقة، بما في ذلك اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئ. يمكن استخدام نهج مبدئي في البيئات الحضرية والريفية وداخل المخيمات وخارجها.
إنّ كل لاجئ يتم الاعتراف به باستخدام نهج مبدئي يستفيد من صفة اللاجئ على غرار اللاجئين الذي يتم الاعتراف بهم باستخدام نهج غير مبدئي. ويجب التمييز بين الصفة التي تُمنح باستخدام نهج مبدئي والصفة المؤقتة أو الانتقالية، مثل الحماية المؤقتة أو ترتيبات البقاء (انظر المدخل بشأن الحماية المؤقتة). ما إن يتم تحديد صفة اللاجئ بما في ذلك من خلال نهج مبدئي، تبقى هذه الصفة صالحة في البلد إلى حين استيفاء شروط وقف الحماية أو إلى حين إلغاء أو إبطال الصفة بطريقة أخرى.
تقييم قابلية تطبيق النهج المبدئي
في أوضاع الطوارئ، ينبغي اتّخاذ القرار باعتماد نهج مبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ بعد إجراء تقييم للمعلومات الموثوقة وذات الصلة من البلد الأصلي وبعد أن يخلص هذا التقييم إلى التأكيد بأنّ ظروف هذا البلد تدعو إلى اعتبار مجموعة أو أكثر من الأشخاص ملتمسي الحماية الدولية على أنّهم لاجئين.
ينبغي أن تكون معلومات البلد الأصلي مقرونة بمعلومات عن السكان ملتمسي الحماية الدولية حيث يتم جمع كل هذه المعلومات قدر الإمكان من خلال التسجيل ومقابلات الحماية من أجل السماح باتّخاذ قرار معلل للنظر فيما إذا كانت الدعوة إلى نهج مبدئي ملائمة. ينبغي مشاركة نتائج تقييم قابلية تطبيق نهج مبدئي مع المكتب الإقليمي المعني وشعبة الحماية الدولية، وينبغي مشاركة النتائج مع الحكومات إذا تم اتّخاذ قرار يقضي بالدعوة إلى اعتماد نهج مبدئي. يجب مراعاة مبادئ حماية البيانات على الدوام (انظر السياسة بشأن حماية البيانات). في البلدان التي تكون فيها سُلطات اللجوء الوطنية مسؤولة عن عملية اللجوء، غالباً ما تقدّم عمليات المفوضية المشورة التقنية لدعم التحليل وعملية اتّخاذ القرار.
وقد لا يكون النهج المبدئي ملائماً في جميع الأوضاع إذا ما أُخذت العوامل الأمنية أو القانونية أو التشغيلية في الحسبان. وقد تكون استجابات الحماية البديلة أكثر ملاءمةً لهذه الأوضاع، مثل الانتقاء والإجراءات البديلة، وذلك من أجل توفير حماية مؤقتة على سبيل المثال (انظر المدخل بشأن الحماية المؤقتة) وأحياناً من أجل التحديد الفردي لصفة اللاجئ.
قرار اعتماد نهج مبدئي
ينبغي على الدولة أن تتّخذ القرار باعتماد نهج مبدئي وفقاً للإطار القانوني الوطني. لقد اعتمدت الدول طرائق متنوعة للاعتراف بصفة اللاجئ باستخدام نهج مبدئي، وإنّ الطريقة الأكثر شيوعاً تتطلب اتّخاذ قرار رسمي أو إعلان رسمي من السُلطة المختصة (مثل الوزارة المعنية في الحكومة). وإنّ الإطار القانوني الوطني يقدّم عادةً إرشادات حول شكل الإعلان أو المرسوم أو الأمر المنشور الذي يقضي باعتماد نهج مبدئي في القرار.
وينبغي على قرار اعتماد نهج مبدئي أن يشمل عموماً ما يلي:
- القانون المحلي المنطبق والذي ينص على السُلطة المعنية بإعلان نهج مبدئي؛
- الصك القانوني الذي يتم بموجبه الاعتراف بصفة اللاجئ، إلى جانب الحقوق والالتزامات المصاحبة لهذه الصفة؛
- توصيف موجز للأحداث/الظروف في البلد الأصلي أو مكان الإقامة الاعتيادية الكامنة وراء القرار؛
- توصيف المواصفات أو المجموعة التي سينطبق عليها النهج المبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ؛
- استعراض دوري وطرائق الإنهاء.
يجب على المفوضية ألا تعتمد إلا نهجاً مبدئياً للاعتراف بصفة اللاجئ بعد التشاور المسبق مع المكتب الإقليمي وشعبة الحماية الدولية.
تطبيق النهج المبدئي
قد يحدث أن ينطبق النهج المبدئي على جميع أولئك المنتمين إلى مجموعة معيّنة من المستفيدين، إلا في الحالات التي تشير فيها الأدلة إلى عدم ملاءمة النهج المبدئي للحالات الفردية. إذا تبيّن أنّ الشخص غير مؤهل للاعتراف بصفته كلاجئ باستخدام نهج مبدئي، فهذا لا يعني وجوب رفض طلبه، بل يستدعي خضوعه إلى إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ (انظر المدخل بشأن تحديد صفة اللاجئ). بمعنى آخر، لا يمكن استخدام نهج مبدئي إلا لغرض الاعتراف بصفة اللاجئ، أمّا القرارات التي تقضي برفض منح صفة اللاجئ فتستدعي إجراء تقييم فردي.
في سياقات الطوارئ، يتم تنفيذ النهج المبدئي في جميع الأوقات تقريباً أثناء التسجيل. ومن المهم أن يوضع تعريف دقيق للبيانات التي سيتم جمعها عند التسجيل بما أنّها ستُستخدم لتحديد الأفراد الذين سيُمنحون صفة اللاجئ كجزء من مجموعة مبدئية، وحيث قد يكون من المطلوب إجراء مزيد من التحقيقات المصممة لكل فرد (انظر المدخل بشأن التسجيل في الطوارئ). حيثما يوضع مبدأ الاعتراف المبدئي موضع التنفيذ، ينبغي على الزملاء المعنيين بمجال الحماية العمل عن كثب مع الزملاء المعنيين بالتسجيل، بُغية تنفيذ إجراءات تسجيل فعالة (باستخدام إطار ملائم للمساءلة)، وتيسير طلباتهم، وضمان تحديد الأشخاص الذين يبدو أنّهم غير مناسبين للاعتراف باستخدام نهج مبدئي، وتسجيل أي أدلة ذات صلة، وإحالتهم على نحو ملائم إلى التحديد الفردي لصفة اللاجئ.
ومع ذلك، يجب ألا يتم إدراج فئات معيّنة من الأشخاص في الاعتراف المبدئي بصفة اللاجئ الذي يتم تنفيذه على أساس جماعي عند التسجيل:
أمّا المقاتلين/المحاربين السابقين الذين يرغبون في تقديم طلبات اللجوء فينبغي إحالتهم إلى إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ. يمكن قبول هؤلاء الأشخاص في إجراءات تحديد صفة اللاجئ ما إن يتم التثبّت من تخلّيهم عن الأنشطة العسكرية بصورةٍ حقيقية ودائمة.
أمّا بالنسبة للأشخاص الذين لا يندرجون في الفئات المذكورة أعلاه ولكن ذوي مواصفات أو أنشطة سابقة تثير احتمال استبعادهم، فيجب من حيث المبدأ ألا يستفيدوا من التحديد الجماعي لصفة اللاجئ على أساس مبدئي. ومع ذلك، إنّ السياق التنفيذي والتداعيات المحتملة الناجمة عن المعاملة التفاضلية لبعض الأفراد بين الوافدين تؤثر على القدرة على جمع معلومات عنهم، وهذا الأمر قد يستدعي إدراجهم في النهج المبدئي.
وإنّ اللاجئين الذين يتم الاعتراف بهم باستخدام نهج مبدئي يجب أن يحظوا بالوثائق اللازمة لهذا الغرض.
مرحلة ما بعد الطوارئ
من المناسب أن يتم استخدام نهج مبدئي للاعتراف بصفة اللاجئ ما دامت الظروف السائدة في البلد الأصلي تبرر ذلك. وبالتالي، ينبغي أن تخضع القرارات التي تقضي باعتماد نهج مبدئي لمراجعة دورية. ويمكن أن تختار سُلطة اللجوء إعادة فرض إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ إذا ما تغيّرت الظروف في البلد الأصلي والتي كانت تبرر أولاً تطبيق نهج مبدئي. ويمكن لسُلطة اللجوء أن تختار أيضاً تطبيق إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ إذا أصبح عدد الطلبات لا يتجاوز قدرة الموارد المتاحة لاتّخاذ قرار بشأن الطلبات على أساس كل ملف على حِدة.
إنّ القرار الذي يقضي بإنهاء النهج المبدئي لا يؤثر على صفة اللاجئ التي مُنحت لأولئك الذين تم الاعتراف بهم أصلاً كلاجئين. ولا يؤثر أيضاً على حق ملتمسي اللجوء الذين يشكّلون جزءاً من المجموعة التي تم تقييمها سابقاً باستخدام نهج مبدئي من أجل تقديم طلب اللجوء عبر إجراءات التحديد الفردي لصفة اللاجئ.
القائمة المرجعية بشأن تطبيق النهج المبدئي
قيّم ما إذا كان هناك ظروف موضوعية وظاهرة بوضوح في البلد الأصلي أو في المكان السابق للإقامة الاعتيادية تدفع الأشخاص إلى المغادرة أو البقاء خارج بلدهم بما يستوفي أي تعريف من تعريفات اللاجئين المنطبقة.
في حالة عدم توفر هذه الظروف، قيّم ما إذا كان هناك مجموعات من الأفراد في وضعيات مماثلة والذين يتشاركون خطراً مشتركاً واضح الظهور بالتعرّض للأذى.
انظر فيما إذا كان هناك عوامل أمنية أو قانونية أو تشغيلية تدعم اعتماد نهج مبدئي أو فيما إذا كان تطبيق استجابات بديلة للحماية مطلوباً.
اعتمد قراراً بشأن قابلية تطبيق النهج المبدئي وفقاً للإطار القانوني الوطني.
في معظم سياقات الطوارئ، طبّق النهج المبدئي خلال إجراءات التسجيل بُغية تحديد الأشخاص الذين يجب استفادتهم من النهج المبدئي.
الروابط
جهات الاتصال الرئيسية
جهة الاتصال في شعبة الحماية الدولية (المقر الرئيسي)، نُظُم اللجوء وقسم التحديد للأسئلة المتعلقة بهذا المدخل.
في هذا القسم:
أخبِرونا بآرائكم في الموقع الجديد وساعدونا في تحسين تجربة المستخدم الخاصة بكم....
أخبِرونا بآرائكم في الموقع الجديد وساعدونا في تحسين تجربة المستخدم الخاصة بكم....