مواجهة الضغوطات

السياسات والمبادئ و/أو المعايير الجوهرية

يشير "الصمود" إلى قدرة الشخص على التكيف جيداً مع الشدائد أو المآسي أو التهديدات أو مصادر الضغوطات الأساسية. وهو ليس سمة يمتلكها الأفراد أو يفتقر إليها؛ إنما ينطوي على السلوكيات والمواقف والمشاعر التي يمكننا أن نتعلمها ونحسنها.
من الممكن أن يصل كل شخص يواجه ضغوطات إلى ذروة قدرته على التحمل؛ كما أن آليات التكيف المعتادة قد لا تكون فعالة. ولهذا السبب، يعتبر الصمود مهماً جداً ولا يجب أن تهمل نفسك خلال عمليات النشر في حالات الطوارئ. وفي حال لاحظت بعد فوات الأوان أنك متعب جداً، قد تكون قد ألحقت الأذى بنفسك وأثرت على فريقك أو الأهم من ذلك، فشلت في تقديم المساعدة المناسبة إلى الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية والمحتاجين جداً إلى مساهمتك.
أنظر في ما إذا كنت تجد نفسك في بعض المواصفات أدناه. يمكنك أيضاً استخدام أداة التقييم الذاتي (مراجعة "الوثائق والمراجع").
أ. الضغوطات المتراكمة تضعف قدرتك على معالجة المعلومات. فلا تكون قادراً على إدارة أكثر من معلومتين في وقت واحد، أو على استيعاب المعلومات الجديدة ودمجها مع المعرفة التي تمتلكها. ويؤدي ذلك إلى عرقلة اتخاذ القرار وقدرتك على التعلم من التجربة، وهما عنصران مهمان جداً في عمليات الطوارئ.
ب. الضغوطات المتراكمة تحد من قدرتك على التعاون. ونحن نكون عادةً قادرين على الموازنة بين رغبتنا في التأثير في العالم، ورغبتنا في أن تكون محبوبين ومرتبطين بالأشخاص من حولنا. عندما نواجه الضغوطات، لا نعود قادرين على التعاون. فنركز على المضي قدماً من دون أن نهتم بما إذا كنا محبوبين أم لا. عندها تصبح العلاقات قائمة على المصالح، ووسيلة لتحقيق غاية.
ج. تبعدك الضغوطات المتراكمة عن الأشخاص من حولك. ويؤدي الخلل الهرموني الناجم عن الضغوطات في البداية إلى تغير المزاج، الذي يصبح في نهاية المطاف فقدان الحس العاطفي. ويصبح الغضب الشعور الوحيد المباشر.
د. على المدى الطويل، من الممكن أن تؤدي الضغوطات المتراكمة إلى إصابتك بأمراض جسدية ونفسية. .

توصيات الممارسات الجيدة

يجب أن تعرف سبب تواجدك في مكانك، وفي حياتك وفي يومك. ويجب أن تعرف ما تتوقع تحقيقه من العمل الذي تقوم به. هذه المعرفة هي أساس الصمود لمواجهة الضغوطات والتعب. والأشخاص الذين يقررون ما الذي يريدون تحقيقه، ويمكنهم معرفة غاية أعمالهم وتجاربهم، هم أقل عرضة للتأثر بالضغوطات. وعلى العكس، عندما نفشل في فهم دوافعنا، نحن نميل إلى عدم المشاركة في العمل وفي بيئتنا، مما يجعلنا معرضين بشكل كبير لتأثيرات الضغوطات.
وقد تساعدك الإجابة على الأسئلة أدناه في معرفة دوافعك، لا سيما في حال تدوين الإجابات على مذكرة شخصية. خذ الوقت الكافي للتفكير في إجاباتك في بيئة هادئة وتمتع بالشجاعة لتكون صريحاً مع نفسك.
تجدر الإشارة إلى أن الإجابات قد تكون معقدة وغالباً ما لا تكون متماسكة أو متسقة. وقد يبدو ما تكتبه متناقضاً. وهذه التناقضات تطرح مشاكل أقل عندما نتطلع عليها.

• لماذا تعمل مع المفوضية؟
• ماذا كنت تتوقع من هذه المهمة الخاصة؟
• ماذا كنت تأمل؟
• كيف هو وضعك حالياً نظراً لإجاباتك على هذه الأسئلة؟

من المهم أيضاً أن تفهم كيف تقدر نفسك وما الذي تقوم به. تساعدك هذه المعرفة في التعامل مع الآخرين الذين يحاولون تقييمك، ومع أي استياء قد تشعر به لأن العمل لا يتم بشكل صحيح. مرة أخرى قد لا تكون إجاباتك متماسكة؛ كن صادقاً وخذ في الاعتبار جيداً ما تقوله.

• ما هي التكاليف الشخصية والمكافآت في عملك؟
• كيف تقيس النجاح في عملك؟
• ما الذي يمكن أن تسيطر عليه في عملك؟
• ما الذي حققته (أو ستحققه) اليوم؟

قم بالإجابة على هذه الأسئلة من وقت إلى آخر. وعندما تكون في مشكلة، قد تساعدك هذه الإجابات في تذكير نفسك بـ"الصورة الأكبر".
لا تفترض أنك تعرف الإجابات. أكتب ما الذي تفكر فيه واقرأ ما قلته.
يمكنك الاتصال بمسؤول رعاية الموظفين (مراجعة "هل تحتاج إلى المساعدة؟") للتحدث عن إجاباتك والإحباطات. ستكون محادثتك سرية وقد تعمّق فهمك.

اعتبارات التنفيذ العملي

أن تكون واضحاً مع نفسك قدر الإمكان عن دوافعك وعن المكافآت التي تحصل عليها من عملك والثمن الذي تدفعه هو أساس الصمود.
إن الخطوة التالية في بناء والحفاظ على الصمود الشخصي هي بذل الجهود المعقولة لتناول الطعام جيداً والنوم جيداً وشرب ما يكفي من المياه. الصحة الجيدة واللياقة البدنية هما شرطان مسبقام للتعامل بشكل فعال مع الضغوطات.
لا تشرب الكثير من الكحول للاسترخاء والراحة. فهناك سبل أفضل، بعضها مقترح أدناه.
خذ إجازات وعطل عند الإمكان وتأكد من أن تذكرها في الجدول.
لمساعدتك على البقاء في حالة ذهنية جيدة (وتناول الطعام جيداً والنوم جيداً والإبتعاد عن الكحول والتبغ وأدوية أخرى)، نحن نقترح الممارسات التالية:

• فكر بانتظام في أشياء غير العمل: وهذا أمر شائع لكافة سبل بناء الصمود.
• تجنّب التحدث عن العمل مع زملائك خارج دوام العمل. فلا تصبح عملك.
• حافظ على التواصل المنتظم مع المنزل والأصدقاء (عبر سكايب أو البريد الإلكتروني). فهم سيذكرونك بوجود عالم خارج مركز العمل.
• جد شضخصاً تفهمه في مركز عملك وتحدث معه عن أمور مهمة (عواطف، المعنى، خيارات الحياة).
• اكتب أفكارك وأنت في حالة من الإدراك كل ليلة. وتم إظهار أن هذا الأسلوب يحسّن نوعية النوم ويقلل من أثر الضغوطات المتراكمة.

[تعليمات. حدد 15 دقيقة من الوقت على هاتفك لكي لا تضطر إلى النظر إلى الوقت. واحرص على أن يكون لديك ما يكفي من الورق. لا تدع أحداً يقرأ ما ستكتب. وابدأ بكتابة كل ما يخطر على بالك وتابع الكتابة لـ15 دقيقة (إلى أن يدق المنبه). لا تحاول كتابة جمل متناسقة أو صحيحة أو كاملة. وعندما لا تعرف ما تكتبه، أكتب ذلك على الورق. قم بهذا التمرين بانتظام، كل ليلة.]

• خذ في الاعتبار ممارسة تمرين التنفس كل مساء. وهذا بديل لتمرين الوعي ويحسّن أيضاً نوعية النوم. في حال مارسته في الصباح، يحسّن انتباهك والسيطرة العاطفية والانضباط العقلي بشكل عام.

[تعليمات. حدد 15 دقيقة من الوقت على هاتفك لكي لا تضطر إلى النظر إلى الوقت. أجلس على كرسي وظهرك مستقيم وساقيك موازيتين لبعضهما البعض ويديك على حضنك. خذ نفساً عميقاً ببطء. وقم بالزفير خلال فترة أطول من الشهيق. حافظ على تركيزك على الهواء وحركة بطنك. وعند تلفت أفكارك انتباهك، ركّز على التنفس... تنفس 100 مرة إذا لزم الأمر؛ اسمح للأفكار في أن تخطر على بالك وأن تغيب. قم بهذا التمرين بانتظام كل صباح. ولا تشعر بعدم التشجيع في حال لم تتمكن من أخذ نفس مرتين من دون مطاردة أفكارك. فمعظم الأشخاص يواجهون ذلك في البداية. وهذا تمرين للتركيز على العقل، ويساعد كثيراً في البيئات الفوضوية كتلك في حالة الطوارئ].

• ممارسة الرياضة البدنية أو اليوغا. فهذه الأنشطة تعيد توازن هرموناتك واستنزاف العوامل الأيضية السامة.

[تعليمات. يوفر عدد كبير من المواقع المشورة. تجربة: http://emergencyoga.wordpress.com/]

• إذا كان لديك هوايات، مارسها يومياً إذا كانت البيئة تسمح بذلك.
• إقرأ الأدب بدلاً من مشاهدة التلفاز. فنادراً ما يحرك التلفاز عقلك بقدر ما يفعله الأدب.

الموارد والشراكات

في المفوضية، يتوفر 8 مستشارين (في إسلام أباد، عمان، نيروبي، جوبا، كينشاسا، جنيف، داكار) لتقديم النصيحة الشخصية والمشورة السرية. (مراجعة "هل تحتاج إلى المساعدة؟")

هناك في المفوضية أكثر من 100 موظف ومستشار في مجال الضغوطات. تحقق من وجود واحد في مركز عملك.

يمكنك أيضاً الاستعانة بمتخصصين من الخارج