أنواع المستوطنات في حالات الطوارئ

إنّ وصول الأشخاص إلى آليات تلقائية للدعم المجتمعي يمكن أن يشجعهم على الاعتماد على ذاتهم وكذلك الاستقلال والشعور بالانتماء. وفي هذا النوع من المستوطنات، عادةً ما يستأجر النازحون شققاً أو يستضيفهم أقاربهم أو أصدقاؤهم أو أشخاص لا يعرفونهم مسبقاً. وعادةً ما تؤدي هذه الترتيبات إلى توجّه النازحين قسراً للاستقرار في أرض أو في ممتلكات غالباً ما يملكها السكان المحليون. وفي حين أنّ هذه الترتيبات قد تؤدي إلى توفير حلول سريعة، إلا أنّ المآوي التي يتم استئجارها أو مشاركتها قد لا تكون مؤاتية، كما أنّ  الموارد المتوافرة لدى السكان المضيفين قد تكون محدودة. وفضلاً عن ذلك، قد تكون القدرة على إيواء هؤلاء النازحين قدرة محدودة أيضاً، ومن المحتمل أنّ يؤدي التنافس على الموارد الشحيحة إلى حدوث نزاعات، فضلاً عن انعدام سُبُل التعايش السلمي. وفي هذه الحالات، يجب النظر في توفير الدعم على مستوى الحيّ (مثلاً من خلال مشروع التأثير السريع والنُهج القائمة على المنطقة) أو على مستوى الأسرة، ويجب تقديم هذا الدعم إمّا إلى الأسرة المُضيفة أو إلى صاحب الأرض من خلال إجراء إصلاحات/عمليات تطوير للمأوى مقابل إيجار أقل أو بدون إيجار.

يمكن الاطلاع على معلومات إضافية في قسم بدائل المخيمات بدليل حالات الطوارئ.

2.2 المستوطنات المنظمة

المستوطنات المنظمة هي أحد أشكال المستوطنات المصمّمة خصيصاً لاستضافة الأشخاص المتضرّرين من الأزمات والكوارث. ويتلقى اللاجئون أو النازحون داخلياً الذين يقيمون في تلك المستوطنات حمايةً مركزية ومساعدة إنسانية وخدمات أخرى تقدّمها الحكومات المحلية والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني. ويتم تصميم وتطوير المستوطنات المنظمة من أجل تقديم الخدمات الأساسية لسكانها، وكذلك بُغْيَة الاعتراف بها والموافقة عليها بشكل رسمي مِن قِبل السلطات. ويشير "المخيم"، وهو مصطلح يُستخدم على نطاق واسع في عموم المجتمع الإنساني، إلى أحد أشكال المستوطنات المنظمة.

يمكن الاطلاع على معلومات إضافية عن المستوطنات المنظمة في مدخل الاعتبارات الخاصة بالمستوطنات المنظمة بدليل حالات الطوارئ.

2.3 المستوطنات العشوائية

للمستوطنات العشوائية خصائص معيّنة من بينها:

• انعدام ضمان الحيازة، حيث اعتاد السكان على الاستقرار في منطقة معيّنة أو مبنى معيّن بدون الحصول على إذن رسمي مسبق مِن صاحب الأرض أو مِن الحكومة
• ضعف الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة والكهرباء أو عدم توافرها
• يمكن أن تكون المستوطنات العشوائية غير متوافقة مع أنظمة التخطيط والبناء الحالية وغالباً ما تقع ضمن مناطق خطرة جغرافياً وبيئياً

قد يرغب النازحون قسراً في الاستقرار ضمن تلك المواقع التي تُحدّد ذاتياً نتيجةً لمكامن الضعف الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها. ويمكن أن ينتشر هؤلاء النازحون على امتداد مناطق شاسعة، وقد يُضطروا بدلاً مِن ذلك إلى الانتقال مع حدوث عمليات الإخلاء. ونظراً لأنّ المستوطنات العشوائية تشكل ظاهرة واسعة النطاق في المناطق الحضرية في البلدان الأقل نمواً، فإنّ النازحين قسراً غالباً ما يقرّرون الاستقرارَ في المناطق الحضرية الفقيرة. ويمكن أن تُقام المستوطنات العشوائية أيضاً على أطراف الحقول الزراعية، حيث يوافق أصحاب الأراضي على أن يستخدم النازحون قسراً جزءاً من تلك الأراضي للاستقرار فيها مقابل العمل (بأجر زهيد أو بدون أجر).

ومع ذلك، يمكن تنظيم بعض المستوطنات العشوائية وتطويرها متى كان موقعها ملائماً وحازت على موافقة من السلطات الرسمية على ذلك. وفي هذه الحالات، ينبغي النظر بإمعان في الأثر المترتب على المخاطر والأخطار المرتبطة بالمناخ، وجدوى التخفيف من حدّة تلك المخاطر، والتكلفة التي ينطوي عليها ذلك، في مقابل خيار إعادة التوطين قبل الالتزام بمنح بموارد (عادةً ما تكون كبيرة). وقد تستغرق هذه العمليات وقتاً طويلاً تبعاً للتعقيدات الخاصة بالسياق.

يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات في مدخل المستوطنات العشوائية بدليل حالات الطوارئ.

2.4 المراكز الجماعية

يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المباني أو المنشآت مسبقة التجهيز كمراكز جماعية: المراكز المجتمعية، وقاعات الضيافة في المدن، والفنادق، والصالات الرياضية، والمستودعات، والمباني غير المكتملة الإنشاء، والمصانع غير المستخدمة، والمزارع، وما إلى ذلك.ونادراً ما تكون هذه المرافق صالحة للسكن، وبالتالي يجب إعادة تأهيلها و/أو تطويرها بهدف تلبية الظروف المعيشية الأساسية للأشخاص المتضررين.وتُستخدم المراكز الجماعية عادةً كمساكن قصيرة الأجل بُغية التمكّن من كسب الوقت لحين توفير مأوى أكثر ملاءمة.ويمكن لهذه المراكز أن تلبّي احتياجات المأوى على نحو عاجل عندما تنشأ حاجة مفاجئة كبيرة إلى توفير مسكن، أو عند اكتظاظ المساكن المستأجرة، أو عند عدم القدرة على تحمل الإيجارات، أو لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.وتُصمّم هذه المراكز الجماعية بحيث يتم استخدامها بصورة مؤقتة.

يمكن الاطلاع على معلومات إضافية في مدخل المراكز الجماعية بدليل حالات الطوارئ.

2.5 مراكز العبور

يُستخدم مركز العبور في بداية حالة الطوارئ من أجل استضافة النازحين قسراً لحين نقلهم إلى مستوطنة منظمة مؤاتية أو مسكن فردي أو إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية. وتُقام مراكز العبور:

• بالقرب من نقاط العبور الحدودية
• في مواقع داخلية لتيسير الانتقال إلى مواقع أخرى مختارة (محطات القطار/الحافلات، المطارات، وما إلى ذلك)
• بشكل متفرق في محيط المناطق الآمنة القريبة من سائر أنواع المستوطنات والتي يمكن إعادة توجيه النازحين قسراً إليها (مثل المستوطنات المنظمة، والمراكز الحضرية، وما إلى ذلك)

• يجب توفير بيئة معيشية آمنة وصحية للنازحين قسراً والأشخاص عديمي الجنسية على مستوى المستوطنة/المجتمع المحلي
• يجب دعم الاعتماد على الذات إذ يُمكّن النازحين من عيش حياة بنّاءة وكريمة
• يجب حماية النازحين من مجموعة من المخاطر، ولا سيّما الإخلاء والاستغلال والإساءة، والاكتظاظ، وصعوبة الحصول على الخدمات، والأخطار
• يجب العمل مع الشركاء والسلطات المحلية والمنظمات المجتمعية لمناقشة حق الأشخاص المشمولين باختصاص المفوضية بالبقاء في المجتمعات المحلية والاتفاق على كيفية تقديم المساعدة لهم بأقصى قدر من الفعالية
• يجب كفالة أن تتسم ترتيبات الاستضافة بالاستدامة وألاّ تشكل استضافة اللاجئين عبئاً على العائلات المضيفة، كما يجب  أن تظل الظروف المعيشية مؤاتية وألا تشكل الاستضافة عائقاً أمام الحصول على الخدمات

6 - المبادئ والمعايير الأساسية التي تنطبق على جميع أنواع المستوطنات

• يجب أن يعكس تصميم المستوطنة وتطويرها احتياجات الأشخاص المشمولين باختصاص المفوضية وعاداتهم الثقافية فضلاً عن قدراتهم. وإنّ اتباع نهج شامل من شأنه أن يعزّز الشعور بالملكية، وأن يساهم في تحسين صيانة المستوطنات، ويمكن أيضاً أن يوفر المعلومات والدعم البالغ الأهمية لنجاح البرامج واستدامتها. ولذلك فإنّ المشاركة الفعّالة مِن قِبل الأشخاص المشمولين باختصاص المفوضية، وبما يتّفق مع نهج المفوضية القائم على العمر والنوع الاجتماعي والتنوع تعد أمراً ضرورياً
• المبادئ التوجيهية الصادرة عن المفوضية فيما بتعلق بنهج الخطة الرئيسية لتخطيط المستوطنات تُشكّل مرجعاً رئيسياً عند تحديد استجابة خاصة بتوفير المستوطنات
• يجب تخطيط وتنفيذ التدخلات في المستوطنات للتخفيف قدر الإمكان من أثرها على البيئة الطبيعية ولمنع المخاطر الناجمة عن الأخطار مثل الانهيالات الأرضية والفيضانات والزلازل وشحّ المياه وما إلى ذلك
• إمكانية الوصول إلى الأراضي تشكل عنصراً أساسياً لإعمال الحق في السكن اللائق، ويجب أن توفر المستوطنات أيضاً إمكانية الوصول بشكل مستدام وغير تمييزي إلى المرافق الأساسية لأغراض الصحة والتغذية والأمن والراحة
• يجب تقديم الدعم للنازحين ليصبحوا قادرين على الاعتماد على ذاتهم، على نحو يمكّنهم من المساهمة في البلد المضيف والتوصل لحلول طويلة الأجل تلائمهم
•  يجب أن يُتاح للنازحين قسراً والأشخاص عديمي الجنسية سُبُل الحصول على الخدمات الأساسية في جميع أنواع المستوطنات. وتشمل هذه الخدمات المياه والصرف الصحي والطرق والبنية التحتية والمساحات المجتمعية والمآوي والصحة والتغذية والتعليم والغذاء وسُبُل العيش

7 - المخاطر المتعلقة بالحماية التي تنطبق على جميع أنواع المستوطنات

• إنّ الإقامة لفترات طويلة في المستوطنات المنظمة أو المراكز الجماعية قد تؤدي إلى إجهاد وتوترات وقد تُسبّب نزاعات اجتماعية. ويُعَد بناء المستوطنات وفق نهج الخطة الرئيسية في بداية حالة الطوارئ أمراً حاسماً لتحقيق الرفاه للمجتمعات المضيفة والسكان النازحين على حدٍ سواء
• يمكن أن تسوء العلاقات مع المجتمع المضيف وكذلك داخل المجتمعات النازحة قسراً إذا كانت القدرة الاستيعابية للمستوطنات مثقلة بأعباء مع الاضطرار إلى مشاركة موارد محدودة، مثل نضوب المياه والحطب في المناطق المجاورة
• تساهم الكثافة السكانية العالية بشكل كبير في تفاقم المخاطر التي تهدد الحماية والصحة
• قد يُسبّب التلوث البيئي مشاكل صحية للسكان في المستوطنات ولمن يقيمون في مناطق قريبة منها. ومن المحتمل أن تحدث أضرار بيئية في المناطق المتاخمة للمستوطنات، ولا سيّما في ما يتعلق بالمياه والصرف الصحي

8 - اعتبارات رئيسية تنطبق على جميع أنواع المستوطنات

• تميل حالات النزوح إلى الاستمرار لفترة أطول من المتوقع: نادراً ما يتم إنشاء مخيمات ومستوطنات منظمة وعشوائية ليسكن فيها السكان لفترة قصيرة. ويجب أن يضع المخططون في حسبانهم دائماً أنه من المحتمل أن تظل المستوطنات قائمة لفترة طويلة من الزمن. ومن المحتمل أن تقع المسؤولية عن تقديم الخدمات خلال تلك الفترة على عاتق الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني، وبالتالي إنّ تحقيق التكامل بينها وبين الخدمات المحلية القائمة يشكّل تحدياً
• نادراً ما يلبي خيار واحد من الخيارات المتاحة بالنسبة للمستوطنات احتياجات السكان النازحين كافة. ويجب استكشاف الخيارات والحلول المتاحة التي ربّما توصل إليها النازحون بالفعل، والاتفاق مع الحكومة المضيفة على أنسب الخيارات المتاحة بالنسبة للمستوطنات وخطة المساعدة الإنسانية
• الأنظمة المتعلقة بالإسكان والأراضي والممتلكات معقدة في أغلب الأحيان ويصعب فهمها. ويجب كفالة توافر الدعم التقني المناسب لتوضيح القضايا والعمليات المتعلقة بالإسكان والأراضي والممتلكات
• بُغْيَة الحد من مخاطر النزاعات المتعلقة بالأراضي، يجب أن يتم التعاون بشكل وثيق منذ البداية مع السلطات المحلية والأقسام التقنية، والاطلاع على القواعد والأنظمة المحلية بشأن بحيازة الأراضي والأشغال العامة والإسكان
• يجب تحديد الأخطار (مثل الفيضانات، والانهيالات الأرضية، والرياح العاتية)، وفي حالة وجود مخاطر زلازل، ينبغي حينئذ طلب المشورة التقنية المتخصِّصة
• يجب إجراء تحليل التكاليف والمنافع لمختلف الخيارات المتاحة بالنسبة للمستوطنات، وتحديد متطلبات الموارد، وتحديد الأولويات، على نحو يكفل توافر الموارد المؤاتية البشرية والمالية والمادية
• يجب أن يتم التنسيق والتواصل مع القطاعات الأخرى، ولا سيّما قطاعات الحماية، والإسكان والأراضي والممتلكات، والمياه والصرف الصحي وسُبُل العيش، على نحو يكفل تكامل الحلول
• يجب إشراك الجهات الفاعلة في المجال الإنمائي في أقرب وقت ممكن، وكذلك  النظر في سُبُل النهوض بالأهداف الإنسانية والأهداف الإنمائية على نطاق أوسع من خلال تبادل المعلومات والخطط والتوقعات وغيرها من الموارد
• يجب تأمين عدد كاف من الخبراء (داخلياً أو من خلال الشركاء) لتنفيذ وإدارة الاستجابة الخاصة بتوفير المستوطنات في حالات الطوارئ. وكذلك يجب أن يتم النظر في نشر موظفين مهرة في مجال المستوطنات في بداية حالات الطوارئ